نيران صديقة -----بقلمي الكسير

صديــــقتي الرقيقة

ذات البسمة الفتانة والعطر الساحر

والثياب الأنيقة

لقد كان غدرك النقطة التي فاض بها كأس صبري

فشكرا لك

ونعم الصديقة

لا تطلبو مني العزف بعد اليوم

أعرف أنكم تجاملون كماني

وهاهو قد فقد بريقه

وها أنا قد تركته وهو تركني

ومضى كل منا يمشي طريقه

انتهى انتهى كل شيء

لم أعد اريد العزف

وكرهت كل ما فيه موسيقى

فقد تجاوز حزني مداه

وأضحى قلبي لشتى أنواع الآلام حديقة

وجرحي الغائر علا مستواه

وخشيت أن يعلو أكثر وأكثر

فيطفو على سطح لساني

ثم يجبره على قول الحقيقة

في الحقيقة

أنا الحزينة العريقة

ومنذ قرون وأنا أكتم جراحا عميقة

أنا التي رسمت بسماتي

وقلبي فيه ألف ندبة

وألف خنجر

يمزق فيه كل دقيقة

أنا التي ضحكت صباحا

وسهرت ليلي في دمعي غريقة

وتحملت غدرا استحملت خيانة

وجرحت مرارا وبألف طريقة

وأنا التي تزوجت بالحزن سرا

وخبأت عن عيون احبائي الوثيقة

وشغلت يدي بمسح دموع الأنام

فلم أجد لدمعي أنا يدا رفيقة

وتوقعت نارا وقصفا وبركانا من جميع الناس

وجهزت لذلك نفسي



لكني

ما توقعت في عمري

أن تحرقني نيران صديقة