[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ
السورة :البقرة
الوحدة: الرابعة
الدرس :الثاني
الايات : 78 - 79
كتاب :فــي ظـــلال القـــران
للشيخ:سيد قـــطب
فريقا اليهود: جاهل ومحرف
ثم يستطرد يقص على المسلمين من أحوال بني إسرائيل: إنهم فريقان . فريق أمي جاهل , لا يدري شيئا من كتابهم الذي نزل عليهم , ولا يعرف منه إلا أوهاما وظنونا , وإلا أماني في النجاة من العذاب , بما أنهم شعب الله المختار , المغفور له كل ما يعمل وما يرتكب من آثام ! وفريق يستغل هذا الجهل وهذه الأمية فيزور على كتاب الله , ويحرف الكلم عن مواضعه بالتأويلات المغرضة , ويكتم منه ما يشاء , ويبدي منه ما يشاء ويكتب كلاما من عند نفسه يذيعه في الناس باسم أنه من كتاب الله . . كل هذا ليربح ويكسب , ويحتفظ بالرياسة والقيادة:
(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون , فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم , ثم يقولون: هذا من عند الله , ليشتروا به ثمنا قليلا . فويل لهم مما كتبت أيديهم , وويل لهم مما يكسبون). .
فكيف ينتظر من أمثال هؤلاء وهؤلاء أن يستجيبوا للحق , وأن يستقيموا على الهدى , وأن يتحرجوا من تحريف ما يقف في طريقهم من نصوص كتابهم نفسه ? إن هؤلاء لا مطمع في أن يؤمنوا للمسلمين . وإنما هو الويل والهلاك ينتظرهم . الويل والهلاك لهم مما كتبت أيديهم من تزوير على الله ; والويل والهلاك لهم مما يكسبون بهذا التزوير والاختلاق !